الخميس، 22 مايو 2014


من رحم الواقع .. قصة تتكرر باستمرار




من وحي خيالي البئيس



************************************************************************************************************
يوما ما كان هاتفه لا يتوقف عن الرنين ، كانت حريصة على معرفة حالته في كل دقيقة و ثانية ، أحبها بشدة ، وعدها بالزواج و عيش هذه الحياة إلى جانبها ، لم يكن يكذب بل كان قد وصل إلى أقصى درجات الجنون .. ظن أنه وقع في حب فتاة تبادله نفس الشعور أو أكثر ، ظن أنه وجد توأم الروح و القطعة الناقصة من مخطط السعادة الأبدية ، كانت بالنسبة له تعني الكثير ، فقد أتقنت دورها و أجادت تمثيله باتقان ، كان صبورا .. يقول أن من يريد أن يعيش مثل هذه القصص يجب أن يصبر و أن يكون حكيما في اتخاذ القرارات و أن لا يتكلم إلا بعد دراسة ما سيقوله فهو لم يكن مستعدا لخسارة أثمن ما يملك ، هكذا كان يفكر صاحبنا ، لكنه أبدا لم يفكر أن هناك مثلا يقول أن "الظالم لا يحتاج سببا لكي يظلم" ففي لحظة ما أرادت أميرة النفاق الإنسحاب ، بحثت عن سبب فلم تجد ، حاولت خلق المشاكل و الصراعات فلم تجد تجاوبا من الطرف الآخر الذي لم يكن مستعدا للدخول في أي حوار من شأنه أن ينتهي ولو بسوء تفاهم .. و عندما انعدمت الحلول قررت الإنسحاب و لو بدون سبب ، حاول الاستفسار فلم يجد جوابا شافيا و لا سببا كافيا و لا عذرا مقتعا ، ما وجده فقط هو طعنة من أقرب الناس إلى قلبه ، خيانة في واضحة النهار ، و شعور بالغباء و قلة الحيلة .. لم يفكر في السبب الذي جعلها تنسحب فجأة بهذه الطريقة بقدر ما فكر في السبب الذي جعله يرتبط بمثل هذه الحشرات باسم أنبل شيء في الوجود ، باسم الحب !
و رغم كل شيء فالحياة لا تتوقف على وجود أحد ، لم يلم أحدا بل لام نفسه و عاتب قلبه لطيبته الزائدة ، لصدقه في كل شيء ، لحبه الصافي ، لوفائه الذي يجعله ينظر في قدميه عند مرور فتاة أمامه ، عاتب نفسه كثيرا ، فأخيرا وجد مجرم الحب ، لا أحد إلا قلبه و لا سبب إلا نفسه ..
قصة تتكرر كثيرا في زمن الغدر و الخيانة ، قصة يعيشها الجميع و لا ينجوا منها إلا شخصين تعاهدا على الحب و الوفاء و واصلا العيش من أجل هذا العهد .. إرحموا قلوبا تتألم و لا تتكلم فما عادت قادرة على الصبر بعد الآن..
****************************************************************************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق