السبت، 17 مايو 2014


قصة قصيرة .. من تأليفي




إستيقظت بعد أن كنت شبه نائم ، تناولت فطوري مسرعا ، حملت معطفي الأسود كبقية تفاصيل حياتي البئيسة ، خرجت في جو ممطر و رياح باردة ، سألت "المعلم سعيد" صاحب الدكان الصغير عن والدها المليونير تاجر الذهب و الحرير ، قال إنه لم يعد بعد ، أسرعت الخطى لكي أرى صاحبة السمو و الجمال ، أرسلت لها رسالة قصيرة من هاتفي أطالبها بالنزول كي أتحدث إليها ، نزلت غادتي الفاتنة بثياب تقول عنها ثياب النوم بينما أنا خرجت بنفس الثياب التي ارتديتها في نومي ، قلت لها انني أحمل لها خبرا سعيدا ، فابتسمت ابتسامة بدون لون و هي تتحاشى النظر إلى عيني ، قالت تفضل ، قلت إنني أخبرت أمي و سأخطبك من والديك هذا المساء لأنني لا أطيق صبرا لتكوني زوجتي .. أحسست بشيء غريب لأنها لم تكن سعيدة بل لم تنظر إلي لحظة واحدة ، شعرت بسر كبير وراءها ، سألتها مرارا لكنها أبت أن تنطق بأي كلمة ، ودعتها على أمل اللقاء مساء ، لم ترد بل ودعتني في صمت و ذهبت مسرعة .. في الطريق كنت أتساءل عن التغير المفاجئ الذي حدث لها لأنني لم أتعود أن تخفي عني أي شيء .. بينما أنا شارد في تفكيري إذ برسالة قصيرة تطرق باب هاتفي ، كانت الرسالة منها ، قرأتها باكيا رغم أنها لا تستحق البكاء ، إنفجرت مشاعر الحب في داخلي إلى كراهية لا حدود لها لفئة معينة من المجتمع إختار المال و الجاه عوض الصدق و الأخلاق .. الرسالة كانت كالتالي : " عزيزي إنني أتأسف لعدم قدرتي على قولها لكنني مخطوبة لغيرك ، حدثت والدي عنك فرفض فكرة الزواج من الفقراء ، أنت لا تملك أي شيء و أنا لا أستطيع أن أرفض أي طلب لأبي ، آسفة لكنني مرغمة على تركك ، أنت تستحق الأفضل، أحبك "
كان درسا مؤلما رغم استفادتي منه ، تعلمت أن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر ، تعلمت أن أقول "الحمد لله" مهما حصل ، تعلمت أن أحب من يستحق الحب ، تعلمت أن الفقر في باطنه شيء جميل ، لأنه رغم قبحه و قسوته يصنع أمة الأخلاق و الطيبة ..
______________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق